dimanche 16 août 2009

انتهاء موسم لآلة فاطنة بنت امحمد بإقليم أسفي


موسم لآلة فاطنة بنت امحمد بإقليم أسفي فضاء لثقافات وعادات مختلفة.
لعب التخيل دورا بالغ الأهمية في ترسيخ بعض العادات في ذهن الزائر من خلال طقوس الزيارة للتبرك اعتقادا في نيل البركة .
شكل موسم لآلة فاطنة بنت محمد مناسبة لتلاقي بين مختلف الثقافات والعادات لساكنة الدواوير المشكلة ل"فخضة" أولاد زيد وسكان القبائل المجاورة ، وكذا بتوافد الزوار من كل حذب وصوب للتسوق والتفرج على ألعاب الفنتازيات ، إضافة إلى الزيارة والتبرك من " صاحبة " القبر التي يذكرها الكانوني في " جواهر الكمال " أن الولية الصالحة تنحدر من منطقة "حاحة" ،وهي بنت الولي سيدي محمد وشان ، فيما ذهب صاحب كتاب السيف المسلول عبد الله بن البشير، أن الولية الصالحة تنتسب إلى سيدي سعيد بن التهارية الرجراجي.
وقد اشتهرت الولية ب"لالة فاطنة بنت امحمد " وأنها ولدت في النصف من شعبان ، وتشير الرواية الشفهية أنها أتت راكبة ظهر أسد لتحط رحالها في منطقة أولاد زيد بالبحاثرة الشمالية بالقرب من الساحل بين جماعتي حد أحرارة والبدوزة ، وتداولت الأخبار كذلك أن صاحبة الضريح لآلة فاطنة بنت محمد كانت صالحة ناسكة، زاهدة ، عابدة تقوم ليلها وتصوم نهارها ، كثيرة الصمت قليلة الضحك ،وقد تميزت حياتها بولوج مسالك التصوف والتقوى والزهد المقترن بالعطاء وخدمة الآخرين وإكرام الزوار وخاصة المجاهدين الذين كانوا يرابطون بثغور الساحل، فتخصهم بالرعاية والوفادة لانخراطها في رحلة أخد طويلة مليئة بالخدمة تحت كنف من سبقوها إلى طريق التصوف والولاية وبعد سنوات من الأخذ والارتواء من معين شيوخها السابقين ، وقد اكتسى ضريح لآلة فاطنة مكانة خاصة بين الناس فاحتلت موقعا متميزا في حياتهم، فنسجت حولها قصص متعددة ومختلفة ، فوجدت لها بذلك تربة مناسبة تفتق عنها سيل من الأساطير وصلت حد التدخل في حياتهم اليومية ،وفي هذا السياق أشار احد الباحثين بان نظرة الهيبة التي تمتعت بها الولية الصالحة لآلة فاطنة بنت امحمد مركزة على نوع الكرامات التي حظيت بها ، فكان يتم اللجوء إليها للتبرك اعتقادا في بركتها فكانت تحظى بزيارة مختلف فئات القبيلة، وقد لعب التخيل دورا بالغ الأهمية في ترسيخ تلك العادات في ذهن الزائر من خلال طقوس الزيارة ، مضيفا في نفس الوقت أن الذاكرة الشعبية لازالت تتحاكى بكراماتها وخوارقها وبأحداث ميزت حياتها وتميز بها زمنها ومكان تواجدها فحفظت لها القبيلة جميل صنيعها فخلدت ذكرها في ضريح بني بأعلى ربوة يطل على سهول مترامية الأطراف ، وبالتالي أصبح اليوم ملاذا للزوار من مختلف الأعمار يقصدونه خلال شهر شعبان .
فأمام باب الضريح وداخل فنائه الواسع انتصبت خيام العرافين والعرافات والمشعوذين كل وطريقته في ادعاء قدرته على قراءة الطالع وقد اجتمعت حولهم النساء وبعض من الشباب يجلسون القرفصاء، بعض المشعوذين يعرضون أعشابهم ضنا منهم أنها تفسخ السحر ، العرافات يستقبلن كل من أعجزتهن الحيلة في طرد النحس أو نيل عريس طال انتظاره أو علاج من مرض أو فك ضيق ، ولبلوغ مآربهم لا مجال لإشغال العقل بل وجوب التقيد لشروط الزيارة حسب زعمهم وبالتالي الخضوع التام لطقوسها ،إذ يعج المكان بعشرات من المتسولين رجالا ونساء يجرون خلفهم أطفالا معاقون يملؤون عتبات الضريح ، وآخرون يعترضون سبيل المارة رغبة في الحصول على عطايا سخية ، انه فضاء لإستبلاه الزوار . بالتالي يتساءل المتتبع كيف لهذه الظاهرة أن تستمر ويتزايد نشاطها في ظل ما يعرفه المجتمع من تحولات عميقة ومتسارعة تقوده قوة علمية واقتصادية جارفة ، فهل الأمية لازالت تجتاح المنطقة وتحكم سيطرتها على كل منافذ التغيير إلى هذا الحد؟ الشيء الذي يتعذر معه إحداث أي تحول نحو الإيجاب.
فرغم الجهود المبذولة لفك العزلة عن المنطقة إضافة إلى نشر آليات التعلم التي تتجسد داخل فضاء المسجد والمدرسة، إلا أن الواقع يأبى أن يتغير لإرتباطه بموروث ثقافي اختلط فيه الحابل بالنابل، فتوالت صور الشعوذة في خليط غير متجانس داخل فضاء الضريح ، الذي يفسح المجال للخرافة بأن تعم المكان دون حرمة لصاحبة القبر .
عبد الرحيم النبوي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire